«هوشة» في حفل التخرّج!
مريم الشروقي
كثير من النّاس تابع بشغف مقاطع صوتية لـ «هوشة في حفل تخرّج» بإحدى المدارس البحرينية، وترك النّاس سبب «الهوشة» والتفتوا إلى التي تحدّثت عنها، والبعض راح يشتم ويسب إلى أبعد الحدود، وهو لا دخل له بأحد!
لماذا الالتفات إلى الأشخاص وعدم الالتفات الى أسباب المشكلة؟!
كنّا في يوم من الأيام في مدارس البحرين، ونفتخر بأنّنا كنا من ضمن فريق تنمية الطاقات البشرية، وخلال السنوات نتعرّض لمشكلات أكبر من هذه المشكلة التي طُرحت عبر المقاطع الصوتية في وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن آنذاك لم يكن متوفّراً عرض المقاطع بهذه الطريقة، وللأسف هناك من يشوّه المواقف عبر المقاطع، فلا يعطي النّاس حقوقهم.
ما قامت به وزارة التربية والتعليم هو التصرّف القانوني الصحيح الذي كنّا نعمل به سابقاً، ومازالت الوزارة تعمل به، ونشوب الخلافات يحدث في كل مكان وليس في مدارس البحرين فقط، وعندما ينشب الخلاف يحاول طاقم المدرسة احتواءه وإيقاف الضرب أو الجدال أو السب والشتم، ونعتقد بأنّ إدارة المدرسة لم تُعطَ حقّها للدفاع عن نفسها من خلال المقاطع، فالمقطع تحدّث بنفسه عمّا يحدث وإن كان بطريقة مغايرة جدّاً!
الجدير بالذّكر أننا في شهر رمضان، شهر التوبة وشهر الغفران وشهر الستر، إلَّا أن المقاطع الصوتية أبعدتنا عن هذا كلّه، إمّا فضولاً فيما حدث ذلك اليوم، أو شتماً لأهل الفتاة التي تحدّثت عن الموقف، وقلّة قليلة من التفت إلى حفلة التخرّج، وأن بعض البنات محجّبات وبعضهن لا يردن أن يكنّ في التصوير، ولكن من يسمع يا تُرى؟!
أيضاً الفتاة التي تحدّثت لها أهل وهم أعلم بها، ولا يمكن لأحد أن يطلق الشائعات أو يتحدّث عن عرضها، ومقلق وضع المجتمع إذا وصل إلى هذا الحد من الدنو، وليتذكّر البعض بأنّ لديهم بنات، وأنّ الله لا يرضى ولا يقبل أن يتحدّث أحد عن أحد، هذا ما تعلّمناه في المساجد وعبر منابر الأئمة!
بعد التحقيق الذي ستجريه وزارة التربية والتعليم كلٌّ سيأخذ حقّه وقصاصه، من اعتدى أوَّلاً سيكون له قصاص ومن ضرب له قصاص ومن شتم له قصاص، ومن حاول التهدئة والتعديل سيجزى على ذلك، وما نشر مقاطع الفيديو إلَّا تشهير في بنات النّاس جميعاً، سواء المعتدي أو المعتدى عليه، ولا أحد يرضى على بناته ولا أبنائه بشكل عام!
نضيف إلى ما ذكرناه، نتمنّى من وزارة الداخلية الإسراع في مسح المقاطع الصوتية المناطة بهذه «الهوشة»، حرصاً على أعراض بنات النّاس، فأوّل المقاطع وصلتنا من الإخوة في الخليج العربي، وليس من الإخوة في البحرين.
المقاطع الصوتية أصبحت تلعب دوراً خطيراً في مجتمعنا البحريني، فتقلب الحقائق وتعرّي الصورة، وتجعل الرأي العام يتأثّر بما في داخل المقطع، ونتيجة تداول المقاطع كلّ يفتي وكلّ له رأي، ولذلك تبقى الأخلاق هي المحرّك الرئيسي في نقل الصورة أم لا، لا شيء يوقف النّاس هذه الأيام من تداول أي شيء، بداعي الفضول أو التوعية أو السب والشتم أو التشهير في خلق الله. وجمعة مباركة.
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5032 - الجمعة 17 يونيو 2016م