قال الشاعر أبوالعلاء المعري : يجرن الذيول على المخازي وقد ملئت من الغش الجيوب
يقول المثل الفرنسي (الغش ينقلب على صاحبه) وللأسف في هذا الشهر الفضيل تنتشر بعض الظواهر السلبية التي تخدش روحانية هذا الشهر وتشوه المعاني السامية والقيم والفضائل التي تبرز في شهر رمضان الكريم ولعل من أهم هذه الظواهر السلبية هي ظاهرة التسول التي يمتهنها البعض وتكون مصدر رزقه لأنها ﻻتحتاج إﻻ للوقوف بعض الوقت في الأسواق والمساجد واستغلال طيبة الناس في هذا الشهر وحبهم لعمل الخير وهناك مجموعات منظمة تقوم بهذا العمل المشين وتنشط فقط في رمضان ولكن هذه السنة كانت وزارة الداخلية لهم بالمرصاد .
أعلنت الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني بعد دخول شهر رمضان المبارك أنه ألقى القبض على متسولين في العديد من المناطق السكنية والتجارية في مختلف المحافظات وقد نشرت الإدارة أسماء المضبوطين وصورهم وأسماء كفلائهم ولعل هذه أول مرة تنشر إدارة العلاقات العامة والإعلام الأمني أسماء المتسولين وأسماء كفلائهم حتى يكونوا عبرة لغيرهم وﻻشك أنها جهود مشكورة لوزارة الداخلية وهي قد بدأت قبل شهر رمضان بفترة حيت منعت الوزارة إصدار كروت زيارة لأن أغلب المتسولين يدخلون الكويت بكروت زيارة حتى يقوموا بما هو مطلوب منهم حيث أن عمليات التسول غالبا ماتكون منظمة ويستفيد الكفيل ماديا من المتسولين فهو يأخذ نسبة مما يحصلون عليه من التسول وقبل مدة تم القبض على متسول في أحد المناطق وبعد التحري وجد في حسابه البنكي مبلغ نصف مليون دينار فالتسول قد تحول إلى تجارة.
أما البلدية فهي أيضا تقوم بجهود مشكورة للتصدي لظاهرة الغش التجاري فقد أطلقت حملة تفتيشية في رمضان اسمها (صحتك تهمنا) وفي هذه الحملة وجه فريق طوارئ العاصمة التابع لفرع بلدية العاصمة ضربة قاصمة لتجار المواد الغذائية الفاسدة فقد تم رصد مخزن للمواد الغذائية لمدة يومين بمنطقة الشويخ وبعدها تمت مداهمته وكانت الحصيلة 22 طن من المواد الغذائية الفاسدة التي تم اتلافها وإنقاذ المستهلكين من المواطنين والمقيمين من غش التجار الفاسدين والجشعين وكان المفروض من البلدية أن تحذو حذو وزارة الداخليه وتعلن عن أسماء الشركات والتجار المتلاعبين حتى يقاطعهم الناس وتخيس بضاعتهم في مخازنهم.
نأمل أن تستمر جهود وزارة الداخلية وكذلك وزارة البلدية طوال شهر رمضان وكذلك طوال السنة لأن ظاهرة التسول موجودة طوال السنة ولكنها تزيد في رمضان وكذلك ظاهرة الغش التجاري وﻻبد أن تكون العقوبات رادعه فالمتسول ينبغي تسفيره ووضع اسمه في قوائم الممنوعين من دخول البلاد.
أما التجار الذين تضبط لديهم بضائع ومواد غذائية فاسدة فينبغي أوﻻ إغلاق محلاتهم وسحب رخصهم وإحالتهم إلى النيابة لينالوا عقابهم فهؤﻻء وباء في المجتمع ينبغي اسئصاله فقد تفشت الكثير من الأمراض بسبب هذه الأغذية الفاسدة لعل أبسطها التسمم الغذائي وماخفي أعظم.
إن البلدية بدأ يدب فيها النشاط والحركه منذ استلام المهندس أحمد المنفوحي منصب مدير عام البلدية فهو قد تعهد بإحداث ثورة إدارية والحملات التفتيشية على المخالفات سواء في مجال الأغذية أو البناء واضحة للعيان وهي بداية الثورة الإدارية ونأمل أن يوافق مجلس الأمة على قانون البلدية المعدل في مداولته الثانية وإعطاء المزيد من الصلاحيات لمدير عام البلدية. أيضا وزارة الداخلية لوحظ أن هناك جهود كبيرة تبذل خاصة في إدارة الجنسية والجوازات وشؤون الهجرة خاصة بعد تعيين اللواء الشيخ مازن الجراح في منصب الوكيل المساعد لشؤون الجنسية والجوازات والهجرة فهناك متابعة حثيثة وكشف لكثير من المزورين في الجنسية وأيضا مكافحة ظاهرة التسول حيث منعت كروت الزيارة في شهر رمضان وحملات مكثفة للقبض على المتسولين فكل التقدير لهؤﻻء المسؤولين والعاملين معهم على جهودهم المباركة في هذا الشهر المبارك.
أحمد بو دستور