[size=30]وزارة الإسكان والأرملة! مريم الشروقي
[/size]
[size=30]قصّة الأرملة يا وزارة الإسكان قصّة حزينة جداً، ولا نعلم من سيساعدها من الوزارة، هل نبدأ بالوزير؟! هل نسأل الوكيل؟! هل قسم العلاقات العامة سيتّصلون بنا من أجل الاتصال فقط؟! كيف نساعد هذه الأرملة يا ترى؟![/size]
[size=30]تبدأ القصّة عندما قدّم الديوان الأميري لزوجها المواطن البحريني أرض هبة، ونحن نتكّلم هنا عن زمن الثمانينات، وقدّر الله أن يمرض الزوج فيبيع الأرض التي كان يحلم أن تكون بيتاً له ولأبنائه في يوم من الأيام، ولكن قدر الله ومشيئته أكبر من مشيئة البشر، وبعد ذلك توجّه المواطن إلى وزارة الإسكان في مطلع التسعينات لكي يقدّم على طلب بيت إسكان، وبالفعل حصل على رقم طلب.[/size]
[size=30]شاءت الظروف أن يتوفّى الله المواطن عن عمر ناهز الـ 51 عاماً، في العام 2012م، وبقي الطلب الإسكاني معلَّقاً لأنّ الزوجة كانت عمانية الأصل، وفي العام 2014م حصلت الزوجة على الجنسية البحرينية، وهي أم لـ 5 يتامى، وتعيش في بيت إرث، ولا تعمل، فذهبت إلى وزارة الإسكان تناشدهم عدّة مرّات من أجل حصولها على طلب بيت إسكان، وبعد الجهد المرير الذي بذلته أصبح لها طلب جديد، وطلب الزوج ذهب وسنوات الانتظار مع أسرته ذهبت مع الريح.[/size]
[size=30]الجدير بالذكر أن الأرملة قدّمت رسالة مناشدة لوالدي سمو رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة عندما كانت تحاول الحصول على طلب إسكاني ويتم رفضها كلّ مرّة، وبعد تقديم الرسالة تم الاتصال بها من وزارة الإسكان يخبرونها بأنّ هناك توصية من رئيس الوزراء بشأنها، وهو كالعادة سبّاق في الخير، وبعد عدّة مرّات من توصية رئيس الوزراء حصلت الأرملة على رقم الطلب الإسكاني![/size]
[size=30]اليوم طلب الأرملة جديد، مع أنّه قديم جداً منذ بداية التسعينات، لو احتسبنا طلب زوجها، والظروف لا تتحسّن بل هي ذاهبة للأسوأ، فبيت الورثة الجميع يعلم مدى المشكلات العالقة فيه، وأي يوم هو تهديد لها ولأبنائها بالخروج منه![/size]
[size=30]والمصيبة يا سادة لم تتوقف عند الطلب الجديد، ولكن المصيبة أنّ الأرملة تلقّت اتصالاً من وزارة الإسكان يخبرونها بأنّ زوجها كان لديه قطعة أرض هبة من الدولة، فأخبرتهم بأنّ زوجها باع الأرض والظروف كانت صعبة آنذاك، فأخبرها الموظّف بأنّه سيتم عرض أوراقها على اللجنة ومن ثمّ سيخبرونها بقرارهم، والصدمة كانت قرار اللجنة هو رفض الطلب! والسبب أنّ زوجها المرحوم كان مستفيداً من الهبة وكانت لديه أرض في يوم من الأيام![/size]
[size=30]وزير الإسكان... يا أخي... نحن في شهر رمضان المبارك الذي تُرفع الأعمال لله، لا نطلب منك شيئاً إلَّا أن تبحث في موضوع الأرملة وأبنائها، فإن كانت تستحق ليتم تعجيل طلبها وطلب الأرامل اللاتي على شاكلتها، فإنّهن يعانين الكثير، وأغلبهن ليس لهنّ أحد إلَّا الله. لهذه الأرملة والأرامل الأخريات رب كريم ومن ثمّ قيادة رشيدة، ولابد لنا من فتح ملف الأرامل قبل الغير، فبعض الأرامل لا يعملن وليس لديهنّ عائل، وليس لديهن بيت يؤويهن مع أبنائهن، بعضهنّ يقطنّ في بيت ورثة وبعضهنّ يقطنّ في شقة ولا يستطعن الحصول على العيش الكريم، هذه حقوق واجب علينا عرضها وواجب على المسئول في الدولة المحافظة عليها![/size]
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5042 - الإثنين 27 يونيو 2016م