[size=30]«الوشاية» وصناعة الكراهية هاني الفردان
[/size]
[size=30]مشاريع كثيرة طرحت بهدف إخراج البلاد من أزمتها السياسية الخانقة والممتدة منذ فبراير/ شباط 2011 حتى يومنا هذا، لم تجد طريقها بعد إلى نهاية في ظل وجود «متربصين» و«مقتاتين» ومن هم يعيشون على الأزمات.[/size]
[size=30]هناك من همه فقط «الاسترزاق» من وراء الأزمة الحالية، والبحث عن مكاسبه الشخصية في الإطار الضيق، والأوسع لدائرته المقربة وانتماءاته.[/size]
[size=30]الحديث عن الإرباكات السياسية بشأن «خطاب الكراهية» و«التوتر الطائفي»، قد يوصف على أنه نتيجة أخطاء استراتيجية في قراءة تداعيات توصيف المشهد البحريني سواء كان «طائفياً» أم «سياسياً» أو حتى «إرهابياً».[/size]
[size=30]تبقى الأطراف الرسمية تمارس دوراً سياسياً، قد تصيب به، في لحظة ما، ومن ثم تكتشف عواقبه عندما ترتد نتائجه عكسياً بما لم تحسب له حساباً، لتغيِّر بذلك تحركاتها.[/size]
[size=30]ومؤخراً، ونتاجاً للأوضاع السياسية وتطوراتها الأخيرة، ووجود البيئة المناسبة التي تقتات عليها طفيليات المجتمع، عادت تلك الطفيليات للتكاثر من جديد، ولممارسة دورها القديم في التحريض الطائفي والوشاية واصطياد المناصب في المؤسسات الرسمية وشبه الرسمية، عادت تلك الشخصيات لنشر صور من يخالفها سياسياً ومذهبياً، والدعوة لمحاسبتهم والتضييق عليهم وفصلهم عن أعمالهم، وتعيين مقربين منهم.[/size]
[size=30]تلك الطفيليات التي تدعي «الوطنية» وتطالب بتطبيق القانون على الجميع، كانت قد وقعت مؤخراً في الطعن ببعض القرارات في تغريداتها واعتبرتها أنها جرم بسبب تعيينات معينة لم تتوافق وهواهم المريض، عادوا لنشر صور مواطنين يختلفون معهم سياسياً لتحريض الدولة على قطع أرزاقهم.[/size]
[size=30]حوادث الوشاية وصناعة الكراهية، والاصطياد «الطائفي» ليست فريدة من نوعها، فقد سمعنا خلال السنوات الماضية الكثير من صورها المتنوعة، وقصصها المتعددة، التي لم تقتصر على مكان معين؛ بل طالت جميع المؤسسات الرسمية والشركات الخاصة، وبلغت ذروتها حتى وصلت للطلبة الصغار في المدارس والتحريض على فصلهم![/size]
[size=30]شواهد تلك «الوشايات» كثيرة، فمنها على سبيل المثال ما نفته إدارة العلاقات العامة والإعلام بوزارة التربية والتعليم في بيان لها الاثنين (18 يونيو/ حزيران 2012) نفياً قاطعاً ما تم تداوله في بعض مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن مزاعم بقيام معلمات في إحدى المدارس بالاحتفال على خلفية وفاة شخصية في دولة خليجية شقيقة، وخصوصاً أن «الواشين» حاولوا إثارتها على طريقتهم السابقة والاصطياد في الماء العكر، ومحاولة استغلال الظروف لضرب أي شخص لا ينتمي لفكرهم المتخلف المريض.[/size]
[size=30]فلم يكن يعطس أحد من المختلفين معهم، حتى تفسر عطسته على أنها «إساءة»، أو أن يهمس في هاتفه، حتى قيل انه قد يخطط لأمر سيئ، أو أن يغلق درج مكتبه في عمله حتى تنسج المخيلات والهرطقات لاحتمال تحويل المكتب لمخزن لمواد مشبوهة، وما كان طفل يلهو في الفسحة بقنينة ماء بلاستيكية، حتى قيل ان المدرسة تحوّلت لساحة تدريب إرهابية، يتعلم فيها الأطفال فنون القتال ورمي القنابل العنقودية والجرثومية، وقد تصل للنووية في المستقبل القريب![/size]
[size=30]لا نستغرب أن تتحول العلاقات الاجتماعية داخل المؤسسات الرسمية وغيرها، لمحاولات تشويه، فعندما تحتفي بزميلك العائد للعمل بعد رحلة علاج، أو تسعى لإشراك الآخرين فرحتك بنجاح ابنك أو ابنتك، تتحول إلى «خائن» و«عميل»! واحتفالك هذا «مشبوه»، وما هو إلا «تقية» تقصد بها شيئاً آخر، لا يراها إلا أصحاب النفوس المريضة.[/size]
[size=30]مؤخراً بارك نائب للشعب، كونه نجح في التحريض على مسئول في مؤسسة شبه رسمية يختلف في توجهاته السياسية، وله مواقف لا يرتضيها النائب ومن على شاكلته بحجة مخالفة القانون![/size]
[size=30]وللتذكير ذلك النائب العام الماضي قد خالف قانون الدولة ودعم وشارك في اجتماعات لجماعات «مسلحة» خارج البلاد، خلافاً للقانون أيضاً، بل تحدث أيضاً باسم شعب البحرين، بحجة أن مواقفه شخصية![/size]
[size=30]تلك المباركة ليست جديدة، بل شهدناها من قبل، عندما كانت الحلويات والافراح تقام مع كل قرار فصل تحدث في مختلف المؤسسات لشخصيات تحمل فكرا معارضا، وعندما كانت المناصب تُصطاد بالوشاية والكذب والتلفيق، حتى أصدر وزير قراراً، بمنع توزيع الحلوى في وزارته؛ منعاً لإحداث أزمةٍ داخليةٍ لا يمكن تداركها بعد ذلك![/size]
[size=30]«صناعة الكراهية» و«المعارك الطائفية» التي نشهدها حقيقة موجودة يقودها مرضى نفسيون وطفيليات مجتمعية تقتات على جثث ضحاياها، تتكاثر عندما يفسح لها المجال، وعندما يغض البصر عنها فيكثر نعيقها كالغربان.[/size]
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5061 - السبت 16 يوليو 2016م